يعيش حياة هادئة وممتعة مع زوجته وطفليه، يذهب صباحاً إلى عمله كممرض في إحدى المؤسسات الطبية ليعود مساء ويكمل يومه مع أسرته، ولكنه ومنذ مدة قصيرة بدأت تنتابه أعراضاً كأعراض الكريب مع آلام في المفاصل والعضلات، إضافة للحرارة ونقص الشهية وفقدان حاستي الشم والتذوق.

اشتعل القلق في نفس أسامة وزوجته، وظل أسامة البالغ من العمر 30 عاماً على هذه الحال لمدة 4 أيام، ومن ثم وبتشجيع من زوجته قرر زيارة مركز العزل في مدينة الباب التابع لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية SRD.

يقول الدكتور عبد الله العامل في المركز: ” كان أسامة متعاوناً جداً، فبعد ملاحظة أعراضه أُجريت له مسحة كورونا، وحُجر في المركز للتأكد من نتيجة المسحة ومن ثم وضع برنامج علاجي حسب النتيجة”.

وحسب الدكتور عبد الله فقد كان أسامة وقبل ظهور النتيجة يحصل على جرعات من الفيتامينات الضرورية لمقاومة المرض، وبعد ظهور النتيجة الإيجابية للمسحة بدأ المركز بمنحه الفيتامينات و المضادات الفيروسية.

وأيضاً كان لفريق الدعم النفسي في المركز دوراً لا يقل أهمية عن دور الكادر الطبي في انعاش الروح المعنوية لأسامة وإيقاظ إرادته في مقاومة المرض والعودة لأسرته سليماً معافاً.

يتابع الدكتور عبد الله حديثه: ” كان أسامة يطمئن على أسرته عبر هاتفه الخاص، وهو في تحسن سريع وفي طريقه إلى الشفاء”، وأضاف الدكتور: ” نعمل في المركز على مدار 24 ساعة، حيث يتم استقبال الحالات المشتبه بها والمحتمل إصابتها بمرض كوفيد 19، وأخذ مسحات وعينات من الحالات المشتبهة والمحتملة ومن ثم إرسالها إلى مختبر متخصص لإجراء التحاليل المناسبة، ناهيك عن استقبال الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كوفيد 19 وتقديم الخدمات الطبية اللازمة من قبل كادر المركز مع متابعة العلاجات المزمنة، وأيضاً يعمل المركز على تقديم الخدمات اللوجستية من نقل المصابين وغيرها وذلك بواسطة كادر المركز الإداري، هذا بالإضافة إلى تقديم خدمات الدعم النفسي الاجتماعي للمرضى وذويهم من قبل كادر متخصص في المركز؛ يحوي المركز 50 سريراً مع 50 جرة أوكسجين، وبهذه الخدمات استقبل المركز 86 مريضاً في شهره الأول، يحصل فيها المرضى على 3 وحبات غذائية تحوي الفيتامينات والمعادن المناسبة لحالتهم الصحية، وكذلك بالنسبة لمرضى السكر والضغط نراعي أوضاعهم في تلك الوجبات”.

ويذكر أن فيروس كورونا المستجد كان له تأثير كبير على جميع نواحي الحياة الاجتماعية منها والاقتصادية، كتخفيض حركة المعابر والتي تعتبر شريان الحياة في مناطق الشمال السوري، مع إغلاق للمحال التجارية بتزايد وتيرة الاصابات وتعاظم الوفيات المؤكدة بهذا الفيروس، وبالمحصلة فإن فيروس كوفيد 19 لم يترك بيتاً إلا ودخله على أهلنا في الشمال السوري، سواء بالإصابة المباشرة أو التأثير بمآلاته بشكل غير مباشر.