في مخيم طلال القريب من بلدة حربنوش بريف إدلب الشمالي يعيش الطفل أنس العلي مع أمه وإخوته، بعد أن سرقت الحرب والدهم وتركتهم للحياة دون معيل.
يعاني أنس البالغ من العمر 12 ربيعاً من شلل في الأطراف السفلية، مما جعله أسير خيمته المتواضعة وأقصى مايتمناه هو الخروج من خيمته عبر كرسي متحرك والجلوس في الخارج والتجول في المخيم ومشاركة الأطفال ابتساماتهم، ولكن ونتيجة لظروف العائلة القاسية من فقر وقلة موارد كانت الأم عاجزة عن تأمين احتياجات أنس الأساسية من حفوضات وملابس وكرسي متحرك، لينعكس هذا على نفسية أنس مما جعله كتلة من الحزن، يرى الفرحة في عيون الأطفال ولا يستطيع مشاركتهم إياها.
مؤخراً وأثناء جولة فريق حربنوش العامل ضمن مشروع الاستجابة الطارئة في مخيم طلال، لفت انتباههم حالة أنس، وسرعان ما التقى الفريق بالأم ووقف عن قرب على وضع الصغير وحالته، فوضع الفريق خطة عمل لانتشال الصغير من حالته هذه، ففي البداية كان هناك جلسات توعية لمقدمي الرعاية حول مخاطر الإهمال وكيف نعالج الاهمال بأضعف الإمكانيات، كما تم تقديم جلسات دعم نفسي اجتماعي حول إدارة الضغوطات لتخفيف الضيق والضغط النفسي وأثره على أسلوب التعامل مع الآخرين، و عمل فريق الإحالة على جمع المعلومات حول الطفل وتدوينها في ورقة خاصة للإحالة وإحالته لمدير الإحالة في الفريق، وبدوره بدأ مدير الإحالة التنسيق مع مركز العلاج الفيزيائي في إدلب حيث توجه معهم أنس إلى المركز لفحصه من قبل الطبيب وتأمين كرسي متحرك للطفل بحسب تقييم الطبيب. وأيضاً وبعد التنسيق مع قسم إدارة الحالة التابع لمنظمة شفق وعرض الحالة على المسؤولين، تم تأمين لباس شتوية للطفل وحفوضات.
وبذلك كان عمل الفريق متكاملاً متناسقاً، الأمر الذي حقق حلم الصغير أنس وأسعد والدته، فهاهو اليوم يخرج من خيمته ويتجول في المخيم بكرسيه المتحرك تحت أشعة الشمس بعدما كان حبيس خيمته ، يشارك الأطفال ابتساماتهم وبراءتهم وبعض ألعابهم.