سوريا

هل ينجو علي الصغير؟

قرابة التاسعة مساء وبعد أن خلد الجميع للنوم تعالى الصراخ والأنين، هرع علي الأخ الأكبر مسرعاً باتجاه الصوت نحو غرفة أخويه الصغيرين، فتح الباب بسرعة ليفاجئ بأن أخاه يوسف ـ 7 سنوات ـ قد دخل سيخ للشواء في رأسه بينما كان يلعب مع أخيه الصغير، كان المشهد كما وصف علي ” مرعباً، للحظات تجمدت في مكاني ولم تعد رجلاي تقويان على حملي، حتى استجمعت قواي وحملته بين ذراعي وركضت به مسرعاً، ولكن إلى أين في هذا الليل”.

خرج علي من المنزل يشق طريقه في جوف الليل على أقدامه حاملاً أخيه، وكل ما يدور في خاطره بأنه سيفقد أخاه لا محالة، توجه به إلى أقرب نقطة عسكرية وبدأ الصراخ: ” أرجوكم أخي بحاجة إلى المساعدة”.

وعلى الفور قامت دورية الشرطة بنقل يوسف إلى مركز بزاعة الصحي التابع لمنظمة SRD، وسرعان ما أدرك الطبيب المناوب خطورة الوضع وبأن حالة الصغير تستدعي عملاً جراحياً عاجلاً ويجب تحويله إلى المشفى في أقرب وقت، وبالفعل وبعد التنسيق وعبر منظومة الإسعاف حيث قام الكادر الإسعافي بثبيت الطفل كي لا تأتي أية ضربة على السيخ داخل السيارة قد تودي بحياته، كما تم التأكد من أن العلامات الحيوية للطفل كانت جيدة، وأخيراً فقد رافق الصغير اثنين من المسعفين بسبب وضعه الحرج، إلى أن تم تسليم الطفل إلى قسم الإسعاف في مشفى الباب.

وكأول إجراء في المشفى تم قص السيخ الخارج من رأس الطفل، وبعد التصوير بالطبقي المحوري تبين دخول السيخ مسافة 5 سم في الجمجمة منها 1.5 سم داخل المادة الدماغية؛ وتحت التخدير العام أجري له العمل الجراحي، حيث قام الطبيب باستخراج السيخ واستخراج المادة الدماغية المتضررة، ومن ثم أرسله إلى العناية المشددة للمراقبة، ليظل بعدها الصغير في المستشفى لمدة 5 أيام إلى أن تحسن وضعه بشكل كامل فتم تخريجه إلى المنزل.

أما علي فلم يكن ليتخيل هذه النتيجة، كان سعيداً جداً بنجاة أخيه، فقد تحدث قائلاً: ” يوسف اجتاز مرحلة الخطر بحالة جيدة لم تؤثر الإصابة على الناحية العقلية لديه، لن أنس عمل منظومة الإسعاف وسرعتهم في نقل أخي إلى المستشفى، ولن أنس أيضاً متابعتهم لأخي وتغيير الضمادات بشكل دوري بداية الأمر في منزلنا ثم في مركز بزاعة الصحي”.

واليوم وبعد مضي بعض الوقت على تلك الحادثة وعودة يوسف لحالته الطبيعية، يجلس الأخوان علي ويوسف يذكران التفاصيل بكل دقة، ثم يسرحان في ضحكة طويلة.

 

 

قصص ذات صلة

قصص مشاريع الحماية

أنور… القدم القفذاء

” اتصل بي موظف الاستقبال ليخبرني أن رجلاً مع طفله ينتظراني في غرفة الاستقبال، أسرعت من فوري بالنزول إليهم، وما أن دخلت الغرفة حتى التقت

اقرأ المزيد

اشترك بنشرتنا البريدية

وابق على اطلاع دائم بآخر الأخبار والقصص