يتابع السوريون من جميع مناحي الحياة ومن جميع أنحاء العالم عن كثب التغيرات الأخيرة في وطنهم. سوريا، التي شهدت صباح يوم الأحد 8 ديسمبر 2024، 8 ديسمبر 2024، نهاية أكثر من ستة عقود من القمع والاستبداد. وقد شهدت هذه الحقبة القضاء على الفضاء المدني الحقيقي والحر، وتهميش المجتمع، والحرمان من حقوق الإنسان.
المنظمات العاملة تحت مظلة تحالف المنظمات غير الحكومية السورية هي منظمات سورية المنشأ والأيديولوجية. لقد عملنا على مدار السنوات الماضية في جميع الأراضي السورية، سواء بشكل علني أو سري، على تقديم المساعدات الإنسانية وفقاً للمبادئ الإنسانية. لقد قدم العاملون في منظماتنا تضحيات كبيرة، حيث فقد العديد من زملائنا أرواحهم أثناء أدائهم لمسؤولياتهم في دعم المجتمعات التي وجدنا لخدمتها.
إن التواجد المعلن لتحالف المنظمات غير الحكومية في شمال غرب سوريا هو نتيجة مباشرة للتهجير القسري وتغيير مناطق السيطرة وعدم قدرة هذه المؤسسات على الحصول على تراخيص أو العمل في دمشق، ويرجع ذلك في الغالب إلى القمع البيروقراطي الذي فرضه النظام السابق. أدت هذه العوامل، إلى جانب فرض العديد من العقبات القانونية والتشغيلية والمالية إلى نزوح عدد لا يحصى من العاملين في المجال الإنساني. انتقل هؤلاء العمال مع مجتمعاتهم إلى شمال سوريا حيث وجدوا ملجأً لهم. ومن خلال هذه الجهود، أسّسوا نماذج مثالية للعمل الإنساني الاحترافي الذي يعطي الأولوية للمجتمع ويستفيد من قدراته ويلتزم بالمبادئ الإنسانية.
نحن، تحالف المنظمات السورية غير الحكومية، نهنئ الشعب السوري العظيم على نيل حقوقه المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي نحيي ذكراه هذا الأسبوع. نهنئ هذا الشعب العظيم، الذي نتشرف بخدمته، على بلوغه مرحلة تاريخية تمكنه من إعادة بناء وطنه والمطالبة بحقوقه والدفاع عنها. فمع عودة النازحين إلى مجتمعاتهم المحلية أو الأصلية، يواجهون واقعاً يعاني فيه النازحون من ضغوطات كبيرة على الخدمات بسبب الأزمات الاقتصادية والصحية المتتالية، حتى قبل الزيادة الكبيرة في أعداد العائدين. نود أن نوجه الرسائل الرئيسية التالية إلى الجهات الفاعلة الإنسانية الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة ووكالاتها والجهات المانحة الإنسانية:
- شكر الجهات المانحة نعرب عن امتناننا للجهات المانحة الإنسانية لالتزامها الدائم على مدى السنوات الماضية ولجهودها في بناء قدرات منظمات التحالف. وهذا يفرض علينا مسؤولية كبيرة لنقل هذه التجربة إلى قادة المجتمع المحلي في سوريا وإلى المنظمات المحلية خلال مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار التي ستشهدها سوريا في المستقبل.
- التذكير بطبيعة منظمات الجيش الوطني السوري: نؤكد على أن منظمات الجيش الوطني السوري العاملة في شمال غرب سوريا هي منظمات سورية تأسست بهمة وعزيمة الشعب السوري العظيم. وبسبب عدم القدرة على الحصول على ترخيص قانوني مقبول دوليًا داخل سوريا، اختارت هذه المنظمات دول الجوار كمراكز عمليات مستفيدة من توافر شروط الترخيص القانونية وآليات التحويلات المالية.
- الجاهزية والخبرة: نؤكد على جاهزية جميع أعضاء التحالف الوطني السوري بخبراتنا المتراكمة وتجاربنا التي تزيد عن عقد من الزمن لتلبية احتياجات الشعب السوري على كامل الأراضي السورية.
- الدعوة إلى التنسيق والتمويل الموحد: نحث جميع الجهات المانحة على الحفاظ على آليات التنسيق المستمرة والشروع في تمويل فوري لجهود الاستجابة المباشرة للسكان في جميع المناطق السورية. وللمرة الأولى منذ عام 2011، يمكن توحيد التنسيق لكل سوريا وإدارته من داخل سوريا وبجهود الموظفين المحليين. ستعتمد هذه العملية على الخبرة التراكمية لكل مركز تنسيق في إطار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
- حوكمة العمل الإنساني: يراقب أعضاء التحالف الوطني السوري عن كثب حوكمة العمل الإنساني داخل سوريا. نحن مستعدون لنقل عملياتنا إلى داخل سوريا حالما تسنح الفرصة، شريطة أن نتمكن من الحصول على تراخيص معترف بها قانونياً من الجهات المانحة وتأمين الوصول إلى الحسابات المصرفية السورية في إطار نظام مصرف سوريا المركزي.
- زيادة الدعم المالي للتعافي: ندعو إلى دعم مالي صريح ومتزايد لجهود التعافي في سوريا لضمان التنمية المستدامة والاستقرار طويل الأمد للمجتمعات المحتاجة.
- معارضة العودة القسرية: ندعو جميع حكومات البلدان المضيفة للاجئين إلى معارضة العودة القسرية وغير الطوعية للسوريين دون قيد أو شرط، والسماح للسوريين الأفراد بأن يقرروا بأنفسهم متى وإذا كانوا يرغبون في العودة إلى سوريا.
الخلاصة: يتطلب الفضاء المدني في سوريا بناء وتفعيل الفضاء المدني في سوريا بمشاركة جميع الجهات الفاعلة الإنسانية. سيستمر تحالفنا من المنظمات في تعزيز دورنا في المجتمع المدني السوري، والحفاظ على التزامنا برفاهية المواطن السوري. وتبقى مهمتنا ضمان وجود مجتمع مدني سوري حر وكريم ومتنوع.