تقول سمر، وهي تنظر بحب إلى زوجها مجد وطفلهما الصغير: “كم هو رائع أن أكون هنا بمفردي مع زوجي وطفلنا الصغير”.
لم تنعم سمر بهذه الخصوصية منذ زواجها من مجد، الذي يبلغ من العمر 28 عامًا، حيث كانت تسكن منذ بداية زواجهما مع عائلة زوجها المكونة من 15 شخصًا. ومع تصاعد الأحداث، اضطرت العائلة للنزوح من بلدتهم سنجار بريف معرة النعمان الشرقي قبل ثلاث سنوات، تاركين خلفهم منازلهم وأراضيهم الزراعية وكل ما بنوه خلال سنوات حياتهم. والأصعب من ذلك أن مجد تعرض لإصابة شديدة أثناء رحلة النزوح فقد على إثرها سمعه وبصره.

نزوحٌ ومعاناةٌ في مخيمات عفرين
بعد التنقّل بين العديد من المدن والبلدات، استقرت العائلة في مخيم قرب مدينة عفرين، يقيمون فيه في ثلاث خيام متجاورة. كانت خيمة مجد وعائلته تالفة ومتهالكة لدرجة أن الجلوس خارجها يشبه الجلوس داخلها، كما تصف سمر:
“حلم بسيط، لكنه دافئ ويحمل من المعاني الكثير بالنسبة لي ولزوجي.”
هذا الوضع حرم مجد وسمر من الحصول على أبسط حقوقهما كزوجين، وهي الخصوصية، خاصة في ظل وجود طفلهما الذي يحتاج إلى بيئة هادئة ومستقرة.
بصيص أمل: خيمة جديدة من منظمة SRD
مؤخرًا، أطلقت منظمة سوريا للإغاثة والتنمية (SRD) مشروعًا لاستبدال الخيم التالفة بفعل الرياح والعوامل الجوية في مخيمات عفرين بريف حلب، بالإضافة إلى مخيمات الدانا وقورقينيا بريف إدلب، مستهدفة النازحين الجدد بشكل خاص. وبفضل هذا المشروع، حصل مجد وعائلته الصغيرة على خيمة جديدة بديلة عن خيمتهم القديمة المتهالكة.

السكينة والاستقرار في خيمة واحدة
اليوم، يشعر مجد وسمر براحة كبيرة في خيمتهم الجديدة، التي أصبحت تحمل لهم معنى الاستقرار والخصوصية التي حُرموا منها طويلاً. تقول سمر بابتسامة رضا:
“حلم بسيط، لكنه دافئ ويحمل من المعاني الكثير بالنسبة لي ولزوجي.”

ورغم بساطة الخيمة وصغر مساحتها، فهي تمثّل لسمر ومجد بداية جديدة، يعيشان فيها تحت سقفٍ واحد مع طفلهما بعيدًا عن زحام العائلة ومعاناتهم السابقة، متطلعين إلى غدٍ أفضل.