$ 100.00
 
Personal Info

Credit Card Info
This is a secure SSL encrypted payment.

Donation Total: $100.00

عيسى: قصة طفل تغيّرت حياته بالدعم والرعاية

عيسى: قصة طفل تغيّرت حياته بالدعم والرعاية

في قرية أطمة الحدودية على الطرف السوري من ريف إدلب، يعيش عيسى، طفل في السابعة من عمره، مع والديه وإخوته السبعة في غرفة صغيرة مسقوفة بعازل، بالكاد توفر الحماية من برد الشتاء وحرارة الصيف. أسرة عيسى، مثل العديد من الأسر في المنطقة، تعاني من الفقر المدقع، وهو ما انعكس على حياة الطفل، حيث لم تكن الأسرة قادرة على تلبية احتياجاته الأساسية، بما في ذلك نظارة طبية كان يحتاجها بشدة لتحسين بصره الضعيف.

معاناة طفل في ظل الفقر والتنمر

كان بصر عيسى الضعيف يعيقه عن المشاركة في الأنشطة اليومية مع أصدقائه في المدرسة، وقد تسبب ذلك في تعرضه للتنمر بسبب تعثره المتكرر وصعوبة تمييزه للأشياء. أصدقاؤه في المدرسة سخروا منه بسبب نظره الضعيف، بالإضافة إلى ملابسه القديمة والممزقة التي كان يرتديها. عيسى لم يكن يملك حقيبة مدرسية أو دفاتر جديدة، مما جعله يشعر بالخجل والإحباط.

مع مرور الوقت، بدأ عيسى يتغيب عن المدرسة، إذ لم يعد يتحمل النظرات الساخرة والعبارات الجارحة التي يسمعها يوميًا. بدلاً من ذلك، كان يمضي وقته منعزلًا في المنزل، مما أثار استياء والده، الذي لجأ إلى توبيخه وضربه بسبب تسربه من المدرسة.

لقاء غيّر مجرى حياته

في أحد الأيام، وخلال جولة ميدانية لفريق مركز أطمة المجتمعي التابع لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية، التقى الفريق بعيسى وسمعوا عن معاناته. مركز أطمة، الذي يركز على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال وأسرهم، بادر على الفور بمساعدته. يقول أحد أعضاء الفريق: “لاحظنا الحزن في عيني عيسى منذ اللحظة الأولى، وكان واضحًا أنه بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي عاجل”.

تم استقبال عيسى في المركز، حيث حصل على جلسات دعم نفسي وإسعاف نفسي لتحسين حالته. بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء جلسات توعية لوالديه حول أهمية الدعم النفسي للأطفال وكيفية التعامل معهم بطريقة إيجابية.

التدخل الطبي والدعم الشامل

لم يقف الدعم عند الجانب النفسي فقط. قام فريق المركز بإحالة عيسى إلى مشفى الهداية لفحص حالته الصحية. بعد الفحص، تم تأمين نظارة طبية تناسب احتياجاته، كما حصل على ملابس جديدة، وحقيبة مدرسية مليئة بالقرطاسية اللازمة.

مع هذه التغييرات، بدأ عيسى يشعر بالثقة مرة أخرى. عاد إلى المدرسة بعد فترة من الانقطاع، وتمكن من الانخراط مع أصدقائه دون قلق. يقول عيسى مبتسمًا:
“كنت ما أشوف منيح ورفقاتي يضحكوا عليّ، قررت ما أروح المدرسة، بس بعد ما ساعدتوني ورجعت أشوف وألبس تياب جديدة، صرت أحب المدرسة كتير. رفقاتي ما عاد يضحكوا عليّ، وصرت ألعب معهم وأفرح مثلهم.”

أثر الدعم في حياة عيسى وأسرته

مسؤول الحالة في مركز أطمة المجتمعي تحدث عن الجهود المبذولة لدعم عيسى قائلًا: “الحالة كانت حساسة جدًا. تم تقديم الإسعاف النفسي وربط الطفل بالمساحة الصديقة ضمن المركز. كما قمنا برفع احتياجه للمنظمة لتأمين نظارة طبية وملابس وقرطاسية.”

والدة عيسى، التي كانت ممتنة للغاية للدعم الذي تلقته العائلة، عبرت عن سعادتها بقولها:
“شكراً الكن من القلب. فرحتوا الولد، لبس تياب جديدة بالعيد وصار عنده نظارة يشوف فيها منيح. صار يلعب وما يتعثر، وصار يروح المدرسة وهو فرحان.”

رحلة الأمل والتغيير

بهذا الدعم، تبدلت حياة عيسى. عاد إلى مدرسته بشغف، واستعاد ثقته بنفسه. لم يعد يشعر بالخجل أو العزلة، بل أصبح يشارك في اللعب مع أصدقائه بابتسامة مشرقة. قصته تلخص رحلة من الألم إلى الأمل، وتظهر كيف يمكن للتدخل الإنساني البسيط أن يُحدث فرقًا هائلًا في حياة طفل وأسرته.

مركز أطمة المجتمعي يستمر في تقديم خدماته للأطفال وأسرهم في المناطق المحيطة، حيث يسعى لإحداث تغيير إيجابي ودائم في حياة النازحين والمحتاجين.

شارك :

موارد أخرى

مساعدة والأمل

انضم إلى SRD في جهودنا لتقديم المساعدة للفئات الضعيفة.
Scroll to Top