في أحد المخيمات المزدحمة في شمال سوريا، تعيش الطفلة هدى البالغة من العمر 12 عامًا مع عائلتها التي تتكون من الأب، الأم، وتسعة إخوة وأخوات. بسبب الظروف الصعبة، اضطرت هدى لترك المدرسة والبحث عن عمل يساعد أسرتها على البقاء. يعمل والد هدى مصابًا بإعاقة تمنعه من العمل، مما دفعها للقيام بمسؤوليات كبيرة لا تتناسب مع سنها.
التحديات والمخاطر التي تواجه الأطفال العاملين في سوريا
في عملها اليومي، تتعرض هدى لأشكال مختلفة من الاستغلال، بما في ذلك التحرش والإساءة النفسية، ما يترك آثارًا نفسية سلبية تؤثر على حياتها. تقول والدتها بحزن: “نضطر لإرسالها إلى العمل حتى نؤمن لقمة العيش، لكنها تتعرض للعديد من المضايقات، ونعلم أنها محرومة من حقها في التعليم والحياة الكريمة.”
“نضطر لإرسالها إلى العمل حتى نؤمن لقمة العيش، لكنها تتعرض للعديد من المضايقات، ونعلم أنها محرومة من حقها في التعليم والحياة الكريمة.”
في سوريا، وخاصة في مخيمات النازحين، أصبح عمل الأطفال واقعًا قاسيًا بالنسبة للعديد من الأسر التي تعيش في ظروف يائسة. يواجه الأطفال مثل هدى مخاطر متعددة في أماكن عملهم، بما في ذلك الاستغلال والمخاطر الجسدية والصدمات العاطفية. تساهم هذه المصاعب في حلقة مفرغة من الفقر، مما يوقع الأطفال وأسرهم في حياة خالية من الحق الأساسي في التعليم والسلامة والتنمية الشخصية.
دعم منظمة SRD للطفلة هدى وخدمات الحماية
سعياً للحصول على المساعدة، لجأت هدى ووالدتها إلى المركز المجتمعي التابع لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية في مدينة الباب، حيث تلقيا الدعم الأساسي من خلال برنامج حماية الطفل التابع للمنظمة. قام فريق المنظمة بتقييم وضع هدى وعرض مجموعة من الخدمات لتلبية احتياجاتها ومساعدتها على استعادة الشعور بالحياة الطبيعية. ومن بين الخدمات المقدمة:
الفحوصات الطبية الشاملة: خضعت هدى لفحوصات طبية شاملة في مستشفى الباب الوطني لتقييم ومعالجتها صحتها الجسدية.
الدعم النفسي: شاركت في جلسات إرشادية فردية وجماعية لمساعدتها على التعامل مع التأثير النفسي لتجاربها.
برنامج محو الأمية: تم تسجيل هدى في برنامج محو الأمية المصمم لإعادة دمجها في النظام التعليمي.
إعادة دمجها في المدرسة: بُذلت جهود لإعادتها إلى التعليم الرسمي، مما يسمح لها باستئناف تعليمها.
جلسات توعية لوالدتها: نظمت SRD جلسات توعية لمساعدة والدتها على فهم مخاطر عمالة الأطفال وتعلم طرق دعم أطفالها بشكل أفضل.
دعم الاستقرار الاقتصادي: لتقليل اعتماد الأسرة على دخل هدى، ساعدت SRD الأسرة على إنشاء مشروع صغير مدر للدخل.
أثر دعم SRD على حياة هدى
لقد أحدثت الرعاية الشاملة التي قدمتها مؤسسة SRD تغييرات جذرية في حياة هدى. فبعد تلقي الرعاية الصحية والدعم النفسي، أظهرت صحتها الجسدية والعقلية تحسنًا كبيرًا. وعادت هدى إلى المدرسة، حيث بدأت في تعلم القراءة والكتابة، واستعادت أملها في مستقبل أكثر إشراقًا. وعبرت والدتها عن امتنانها قائلة: “لقد تغيرت حياتنا للأفضل بفضل دعم مؤسسة SRD”.
“لقد تغيرت حياتنا للأفضل بفضل دعم SRD.”
مشروع الحماية العامة للأطفال في سوريا التابع لمنظمة SRD
يلتزم مشروع الحماية العامة الذي تنفذه منظمة SRD في سوريا بحماية الأطفال ودعم الأسر من خلال مجموعة من الخدمات، بما في ذلك إدارة الحالات وحماية الطفل ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي. ويهدف المشروع إلى خلق بيئة آمنة ومستقرة للأطفال مثل هدى، مما يسمح لهم بالنمو بكرامة وملاحقة أحلامهم على الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهونها.
من خلال توفير الخدمات الأساسية، تسعى منظمة SRD إلى كسر حلقة الفقر وإعطاء الأسر النازحة في سوريا فرصة للاستقرار والقدرة على الصمود. قصة هدى هي شهادة على قوة الدعم والحماية في استعادة الأمل وتمكين الأطفال المعرضين للخطر في مخيمات النازحين في سوريا.
