لم تكن هيفاء تتوقع أن تنقلب حياتها رأسًا على عقب في لحظة واحدة. كانت تعيش مع زوجها وأطفالها الثلاثة بين أفراد أسرة زوجها في مدينة سراقب، حيث عاش الجميع بأمان نسبي. لكن طائرة حربية استهدفت منزل العائلة، فاستشهد عدد من أقاربها وأصيب ابنها، واضطرت العائلة للنزوح بشكل مفاجئ. بعد محاولات البحث عن مكان آمن، استقر بهم الحال في بلدة راجو بريف عفرين.

ظروف معيشية صعبة
اضطرت هيفاء وعائلتها إلى الإقامة في غرفة واحدة لا تكاد تتسع للجميع، في ظل أوضاع مادية متدهورة. فقدت العائلة غالبية ممتلكاتها في سراقب بعد أن التهمتها النيران إثر القصف، فلم يتبقَّ من الأثاث سوى ما كان بحوزتهم أثناء الهروب. تعيش هيفاء حرجًا متكررًا عندما يحضر أحد الجيران لزيارتهم، إذ تنعدم وسائل الضيافة المناسبة من فراش ووسائد، مما زاد من شعورها بالعجز.
ولعل الهمّ الأكبر لدى هيفاء يكمن في تدبير أغطية تقي أبناءها الثلاثة برد ليالي الشتاء. كانت تضطر لجمع كل ما يتوفر لديها من حرامات وأقمشة لتغطيهم، وتجعلهم ينامون بجانب بعضهم كي يشعروا بشيء من الدفء.
مشروع توزيع سلل الطوارئ
في خضم هذه المعاناة، جاء مشروع توزيع سلل الطوارئ ليمنح هيفاء بصيصًا من الأمل. فقد حرصت فرق التوزيع، التابعة لإحدى المنظمات الإغاثية، على انتقاء المستفيدين بعناية، لتشمل أولئك الذين لم يتلقوا دعمًا مماثلًا من أي جهة أخرى، أو الأسر التي ترأسها نساء، أو تضم أفرادًا من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأمراض المزمنة.
وقد كانت هيفاء من بين الأشخاص الذين حظوا بسلة طوارئ متكاملة. تقول هيفاء بامتنان:
“كنت أستعير الكثير من الأغراض من الجيران، والآن حصلت على سلة الطوارئ في الوقت المناسب. أنا بحاجة إلى كل غرض فيها، وبات بمقدوري إعادة ما استعرته للجيران. أكثر ما أسعدني هو الأغطية والحرامات، فلن يشعر أطفالي بالبرد بعد اليوم.”

محتويات السلة وأثرها
شمل المشروع توزيع السلل في حوالي 20 قرية في كل من ناحيتي بلبل ومعبطلي، وتم توزيع 1124 سلة إجمالًا. كل سلة تحتوي على مستلزمات نظافة ومطبخ، إلى جانب الفرش (سداجة وإسفنج ووسائد للنوم)، بالإضافة إلى حرامات وغطاء بلاستيكي ومصباح ضوئي وكيس حفاضات ضمن سلة الـNFI.
بالنسبة لهيفاء، لم تقتصر فائدة السلة على توفير الاحتياجات الأساسية فحسب، بل أعادت لها الإحساس بالاستقرار والأمان، وقللت من معاناة أطفالها مع البرد القارس. فخيمة دافئة أو غرفة معيشة مجهزة بأبسط ضروريات الحياة، يمكن أن تكون الفارق بين الليالي القاسية وليالٍ تنبض بالدفء والأمل.