وصل الطفل نهاد، حديث الولادة بعمر ساعة واحدة، إلى مشفى أخترين الصحي التابع لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية، بعد أن وُلد في منزل والديه في ولادة مبكرة بعمر حملي لم يتجاوز 33 أسبوعًا.
حالة حرجة وتدخل سريع
يصف الطبيب المسؤول عن حالة نهاد الوضع قائلاً:
“وصل الطفل إلى المستشفى وهو يعاني من ضيق في التنفس بسبب الخداج. تم إدخاله على الفور إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) ووضعه على جهاز التنفس الصناعي كجزء من بروتوكول العلاج المخطط له بعناية”.
ويضيف الطبيب:
“كان إنقاذ حياته تحديًا كبيرًا. في مثل هذه الحالات، فإن وفيات حديثي الولادة أمر شائع للأسف. ومع ذلك، فإن وصول الطفل في الوقت المناسب والتدخل الطبي الناجح ضمنت بقاءه على قيد الحياة.”
التعافي التدريجي
مع مرور الأيام، بدأت حالة نهاد تتحسن تدريجيًا، وأصبحت مستقرة بما يكفي للحديث عن خروجه قريبًا للعودة إلى أسرته المكونة من أب وأم وثلاثة إخوة. العائلة تقيم في قرية الواش، التابعة لناحية أخترين، وهي منطقة تعاني من ظروف اقتصادية صعبة مثل معظم سكان تلك المناطق.
“نعيش أوضاعًا اقتصادية قاسية، وقلة فرص العمل تجعلنا نبذل جهودًا كبيرة فقط لتأمين قوت يومنا. الآن، مع قدوم نهاد، أصبحت احتياجاتنا أكبر؛ نحتاج لحليب أطفال وحفاضات له.”
قصة نزوح ومعاناة
الأب، الذي نزح مع عائلته من مدينة حلب قبل سبع سنوات إثر الهجمات المدمرة على حلب الشرقية، يقول:
“لقد فررنا من حلب قبل سبع سنوات بعد الهجمات المدمرة على شرق حلب. نعيش في ضائقة اقتصادية شديدة مع قلة فرص العمل. والآن، ومع قدوم نهاد، ازدادت احتياجاتنا – فنحن بحاجة إلى حليب الأطفال وحفاظات له.”
وأعرب عن امتنانه قائلاً
“نحن ممتنون للغاية للكادر الطبي في مشفى أخترين، فقد أنقذوا حياة طفلي وقدموا لنا العناية التي لم نكن نستطيع تحمل تكلفتها. الطفل احتاج إلى جهاز تنفس صناعي وبقاء في العناية المشددة لمدة أسبوع، والمشفى وفر علينا عناء التنقل بين المشافي الأخرى والتكاليف التي لا نملكها.”
دور مشفى أخترين الصحي
مشفى أخترين الصحي يلعب دورًا حيويًا في تقديم الخدمات الصحية المجانية لسكان المدينة والقرى والمخيمات المحيطة. المشفى مجهز بأقسام متنوعة تشمل:
- وحدة الطوارئ والتمريض
- عيادة الطب الباطني (الداخلية)
- عيادة طب الأطفال
- عيادة أمراض النساء
- وحدة غسيل الكلى
- جناح طب الأطفال ووحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة ووحدة العناية المركزة
- المختبر والصيدلية
ويستفيد من خدمات المشفى أكثر من 5000 شخص شهريًا، موزعين على مدينة أخترين وقرابة 60 قرية وبلدة محيطة.
رسالة أمل
قصة الطفل نهاد ليست فقط عن إنقاذ حياة، بل هي شهادة على أهمية التدخل الطبي السريع والخدمات الصحية المجانية في إنقاذ الأرواح، خصوصًا في المناطق التي تعاني من الفقر والنزوح. مشفى أخترين يستمر في كونه شعاع أمل لمجتمع يحتاج بشدة إلى الرعاية والدعم.
