$ 100.00
 
Personal Info

Credit Card Info
This is a secure SSL encrypted payment.

Donation Total: $100.00

حياة تنبض بالأمل: قصة محمد الصغير

حياة تنبض بالأمل: قصة محمد الصغير

في قرية الغزاوية الواقعة غرب حلب، تعيش الأم ميساء ميسر رجب مع زوجها علي وليد حمامو وأطفالهم الثلاثة في كرفانة صغيرة، بعد أن فقدوا منزلهم بسبب الزلزال المدمر وآثار الحرب التي عصفت بالمنطقة. ورغم الظروف القاسية التي أحاطت بالعائلة، كانت الأم ميساء تحمل في قلبها أملًا كبيرًا في أن ينعم أطفالها بمستقبل أفضل، بعيدًا عن الألم والمآسي.

لحظة الذعر

في صباح أحد أيام الربيع المشرقة، بينما كانت الأسرة تمضي يومها كالمعتاد، وجدت الأم طفلها الصغير، محمد علي حمامو، البالغ من العمر سنة وثلاثة أشهر، ممددًا على الأرض بلا حراك. ارتسم الذعر على وجه الأم، ولم تفهم ما الذي حدث. كان الموقف مريعًا، فكل لحظة كانت تمر وكأنها دهر.

دون أي تأخير، طلبت الأم المساعدة من جيرانها الذين هبوا لنقل الطفل إلى مشفى الفردوس باستخدام دراجة نارية. كان مشفى الفردوس مألوفًا لدى الأم، إذ سمعت سابقًا عن الخدمات التي يقدمها للأطفال وللعائلات المحتاجة في المنطقة.

التدخل الطبي السريع


عند وصولهم إلى مشفى الفردوس، استقبل فريق الإسعاف الطفل محمد على الفور. بعد الفحص الأولي، تبين أن الطفل يعاني من أعراض اختلاج حاد، وكان في حاجة إلى تدخل طبي عاجل لإنقاذ حياته. الدكتور عبد الكريم ياسين، طبيب اختصاصي أطفال، قاد الفريق الطبي وتابع حالة الطفل عن كثب. يقول الدكتور ياسين:
“كان وضع الطفل حرجًا للغاية، وكنا نعلم أن علينا التصرف بسرعة لإنقاذ حياته.”

تم نقل محمد مباشرة إلى قسم العناية المشددة، حيث أجري له غسيل معدة وتم إعطاؤه الأدوية اللازمة. كان الفريق الطبي يعمل بكل جهد لضمان استقرار حالة الطفل، ولم يفقدوا الأمل للحظة.

تعافٍ ملحوظ

مع مرور الساعات، بدأت حالة محمد تتحسن تدريجيًا. في اليوم التالي، تلقى جرعة إضافية من العلاج، وبدأت ملامح التعافي تظهر عليه. الدكتور ياسين أكد على أهمية وجود قسم العناية المشددة في المشفى، قائلًا:
“إن تجهيزات قسم العناية المشددة كانت حاسمة في إنقاذ حياة محمد.”
في صباح يوم السبت، وبعد متابعة دقيقة لحالته، غادر محمد المشفى وهو بصحة جيدة، مستعيدًا نشاطه وحيويته التي افتقدتها العائلة في تلك الأيام العصيبة.

شكر وتقدير

عبرت الأم ميساء عن امتنانها العميق لفريق مشفى الفردوس، قائلة:
“كل الشكر والتقدير لمستشفى الفردوس وطاقمه الطبي على جهودهم الجبارة وخدماتهم الاستثنائية. آمل أن يستمر المستشفى في تلقي الدعم حتى يتمكن جميع المستفيدين من الحصول على هذه الخدمات المجانية في مثل هذه الأوقات الصعبة.”
وأوضح المشرف على الحالة أن جميع الخدمات التي تلقاها محمد بما في ذلك الرعاية الطبية والفحوصات المخبرية والتصوير الإشعاعي والأدوية والمحاليل الوريدية قدمت مجاناً بالكامل. وهذا يعكس التزام المستشفى بدعم الأسر النازحة في المنطقة.

أمل في غدٍ أفضل

ورغم قسوة الحياة في المخيم، تبقى الأم ميساء متمسكة بالأمل في مستقبل أفضل. تقول الأم:
“أتمنى أن يعود جميع النازحين إلى ديارهم وأن تنتهي هذه الظروف الصعبة. كما أتمنى أن يستمر مستشفى الفردوس في تقديم خدماته الإنسانية للأطفال – فهو منارة أمل في وسط هذا الظلام الدامس.”
قصة محمد هي واحدة من بين آلاف القصص التي تجسد معاناة الأطفال في ظل النزوح والصراعات، لكنها في الوقت نفسه شهادة على الأثر الكبير الذي يمكن أن تحدثه الرعاية الطبية الإنسانية في تغيير حياة طفل وإنقاذ أسرة من فقدان عزيز. مشفى الفردوس يستمر في أداء دوره المحوري، حاملاً رسالة أمل لكل من يحتاج إلى يد العون في هذه الظروف الصعبة.



شارك :

موارد أخرى

مساعدة والأمل

انضم إلى SRD في جهودنا لتقديم المساعدة للفئات الضعيفة.
Scroll to Top