على أطراف قرية دير سمعان في ريف حلب الغربي، تعيش أسرة مصطفى في ظروف صعبة بعد رحلة نزوح مريرة دامت لأكثر من عقد من الزمن. الأسرة المكونة من تسعة أفراد، بينهم سبعة أطفال، نزحت من قريتهم الأصلية الطامورة في ريف حلب الشمالي نتيجة الهجمات العنيفة التي شنها النظام السوري على المدنيين. في كل مرة كانوا يبحثون عن الأمان، كانوا يواجهون خطر النزوح من جديد.

منزل من العراء ولقمة بالكاد تُسدّ الرمق
يعيش مصطفى وأسرته في غرفة واحدة وسط الأحراش، حيث يعانون من ظروف اقتصادية متردية. يقول مصطفى: “تركنا خلفنا كل شيء، بيتنا وأرضنا وحتى ذكرياتنا. الآن نعيش على الإغاثة التي تأتي تارة وتنقطع أخرى.” يعمل مصطفى كسائق أجرة على صهاريج المياه، وهو عمل بالكاد يكفي لتأمين احتياجات العائلة الأساسية، بينما تساعده زوجته في جني المحاصيل الزراعية لتحسين دخلهم.
حادثة غير متوقعة: لدغة أفعى تهدد حياة رياض
في صباح أحد الأيام، استيقظت الأسرة على صراخ الطفل الأصغر، رياض، البالغ من العمر ثلاث سنوات. كان الطفل يعاني من ألم شديد في يده اليسرى، مما أثار ذعر العائلة. يصف الأب المشهد قائلاً: “لم أفهم ما حدث، لكن يد رياض كانت متورمة بشكل مخيف. حملته على كتفي وتوجهت مباشرة إلى مشفى الفردوس التابع لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية.”
“لم أفهم ما حدث، لكن يد رياض كانت متورمة بشكل مخيف. حملته على كتفي وتوجهت مباشرة إلى مشفى الفردوس التابع لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية.”
التعامل الطبي السريع
في قسم الإسعاف بمشفى الفردوس، كان الطفل يعاني من علامات صدمة شديدة، مع شحوب ووذمة ممتدة في الطرف العلوي الأيسر، مما تطلب تدخلاً طبياً فورياً. يقول الطبيب المسؤول: “تم التعامل مع الحالة بشكل إسعافي من خلال إعطائه السوائل الوريدية وتصحيح حالته القلبية والدورانية.” وبعد إجراء الفحوصات، تأكد الأطباء أن الطفل تعرض للدغة أفعى من نوع نادر وخطير، مما تطلب استخدام مصل مضاد للسم تم توفيره بشكل فوري.
رحلة العلاج والاستشفاء
بعد استقرار حالته الأولية، تم تحويل الطفل إلى وحدة العناية المشددة حيث تلقى علاجاً مكثفاً، شمل المتابعة الجراحية وتطبيق الصادات الحيوية واسعة الطيف لمنع أي مضاعفات. استمرت مراقبة الطفل عدة أيام حتى استقرت حالته بشكل كامل، وأصبح قادراً على التنفس والحركة بشكل طبيعي.

عودة رياض إلى المنزل
بعد عدة أيام من المتابعة والرعاية الدقيقة، تمكن رياض من العودة إلى المنزل وسط فرحة عارمة من أسرته. يقول الأب: “لم أتوقع أن ينجو طفلي بهذه السرعة، كان الوضع مخيفاً، لكن بفضل الله وكادر مشفى الفردوس أصبح رياض الآن بصحة جيدة.”
دور مشفى الفردوس في إنقاذ حياة النازحين
مشفى الفردوس، التابع لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية، يقدم خدمات طبية مجانية على مدار الساعة لسكان منطقة دارة عزة والمناطق المحيطة، بما في ذلك المخيمات. يشمل ذلك الإسعاف، العمليات الجراحية، والرعاية الصحية للأطفال. يقول أحد المسؤولين في المشفى: “هدفنا هو تقديم الرعاية الصحية العاجلة للنازحين والمحتاجين، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة.”
“هدفنا هو تقديم الرعاية الصحية العاجلة للنازحين والمحتاجين، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة.”
الأمل في حياة أفضل
قصة رياض ليست سوى مثال واحد على التحديات التي تواجه النازحين في سوريا. من خلال الدعم الطبي السريع والرعاية المستمرة، تمكن هذا الطفل من تجاوز أزمة كادت تودي بحياته. ومع ذلك، تظل الحاجة إلى تعزيز الرعاية الصحية ودعم الأسر النازحة أولوية قصوى لضمان حياة كريمة لهم.
